بالنسبة إلى ياسمينة جنبلاط، الموسيقى مغامرةٌ جديدة ومتمايزة وهي حدس
متجذّر في الذات والأصل والإرث.
دفع الفضول بياسمينة منذ نعومة اظافرها إلى سلوك دروبٍ مختلفة غير متواصلة تدفعها إليها ذهنيّةٌ متعطّشةٌ إلى المعرفة توّاقةٌ إلى الاكتشاف. ومن عشقٍ إلى
آخر، أقبلت الفنّانة اللبنانيّة نهمةً إلى مجالاتٍ عديدة من دراسة القانون والعلوم السياسيّة إلى علم النفس ومداواة الداء بالداء. وعلى الرغم من تشعّب هذه
المجالات إلاّ أنّها انصهرت كلّها في كليّةٍ متناسقةٍ تحمل آفاقاً وزوايا جديدة يتغذّى
منها فضولها الفكري.
بعد دهرٍ من القرارات المتقلّبة والتوق إلى فهم الذات، انعطفت مسيرة ياسمينة جنبلاط نحو الموسيقى حيث وجدت صلة الربط مع مشاعرها الدفينة الكتومة.
كشفت في بداياتها كمؤدية وكاتبة عن صوتٍ وموهبةٍ تكتّمت عنها في خلال صباها ولكنّها تمثّل أيضاً بحث الفنان عن جذوره الخاصة سيّما في ظلّ استعداده
لأوّل حفلٍ غنائيٍ له على الإطلاق.
فمن خلال الرابط المتين الذي يجمعها بإرثها الفريد، أعادت إحياء موسيقى وموهبة جدّتها العظيمة أسمهان وإرثها العربي فكشفت للمرّة الأولى في حياتها
عن جانبٍ عاطفيٍ صرف.
استوقفت هذه الموهبة وهذه السيرة في البحث عن الذات وعن الأصول الضاربة في جذورٍ عميقة المؤلّف العالمي المشهور غبريال يارد الذي قرر المشاركة في إعادة
إحياء هذا الإرث من خلال تعاونه مع ياسمينة. ففي صوتها كما في كلماتها، تجمع ياسمينة جنبلاط بين القوّة والأناقة فيفوح منها عطر سحرٍ يُع عن شذا ضعفٍ ب
ووهن.